Sunday, 28 February 2016

قصيدة عن مرثيّة النظّارة.....

إنكسرتِ النظارةُ في سُباتِ الليلِ المُهَجَّرِ،
وكأنَّ وجعي صارَ نجمًا يختالُ في أسى السَّحرِ؛
كانت عيونِي المكتحلةُ، بضياءِ الفجرِ متألقةً،
كأنها بدرٌ في سماءِ عشقٍ، لامسَ قلبَ السَّحرِ.

احتضنتني بيدَيْها كنسيمِ ربيعٍ في سهولِ الوِصالِ،
وربطتني بصدرِها الوضاءِ، كعهدٍ في زمنِ الأمالِ؛
تولّت الحراسةُ على بَصائِرِي، أنسجتُ من نورِها قصائدَ خيالٍ،
على مائدةِ ودِّها المُلموسةِ، شَذى الذكرى وأسرارِ الوِصالِ.

ما أدري طعمَ الغمضِ في سرِّه، إذ حلَّ المنديلُ بالبَينِ،
ظننتُ أنَّ المنديلَ سلاحُ الفراقِ، يُشقُّ بهِ الوصالَ واليقينِ؛
فانعزلتْ القلوبُ بسوءِ التفاهمِ، وانحَرَت النفسُ في ضياعِ الهوى،
كما يهيمُ النهرُ ضالاً في مسالكَ الزمانِ بينَ الذكرى والجنينِ.

يا ليتَ تلكَ النظارةَ كانتْ شفيعةَ لقاءٍ ودائمِ السُّرورِ،
تحملُ في طيّاتِها أشعارَ عشقٍ، تنسابُ كندى الفجرِ في السُّرورِ؛
واليومَ باتتْ مرثيةَ عشقٍ، تنوحُ على ماضٍ ذابِلِ الوصالِ،
وتمضي الأيامُ، ونحنُ عاشقونَ، على ضفافِ حلمٍ من فؤادِ الخلودِ.






No comments:

Post a Comment